كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة وقال:
ما لك ولهذا أقبل على عملك.
فقلت: لا شيء إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه.
فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام فحملته وذهبت إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو بقباء.
فقلت له: بلغني أنك رجل صالح وأن معك أصحابا لك غرباء وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد فهاك هذا فكل منه.
قال: فأمسك وقال لأصحابه: (كلوا).
فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف لي صاحبي.
ثم رجعت وتحول رسول الله إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به فقلت:
إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية.
فأكل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأكل أصحابه.
فقلت: هذه خلتان.
ثم جئت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف؟
فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي.
فقال لي: تحول.
فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس فأعجب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يسمع ذلك أصحابه.
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بدر وأحد.
ثم قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (كاتب يا سلمان).
فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة